vendredi 16 août 2013

رسالة إلى سيادة نائب الرئيس

رسالة إلى سيادة نائب الرئيس

د.م.  طارق  عزت


تحريرا فى الخامس من أغسطس 2013
شكر خاص لـــ هناء خشبة لقيامها بالترجمة


 سيدي نائب الرئيس

ألاحظ منذ  أكثر من شهر خروج مؤيدين للرئيس المعزول للتظاهر في بلادنا، تحديدا فى ميدانى النهضة ورابعة العدوية.
هؤلاء المتظاهرون لا يكتفون بالاحتجاج السلمى بل يقومون بأعمال تخريبة و سلب و نهب ، واستخدام الحدائق العامة كمراحيض عامة . ونسمع يوميا قادتهم يطلقون التهديدات ضد الجيش و ضد الشعب وضد المسيحيين و ضد الأمن القومي.
 .
وأعربتم حينهما عن موقفكم المناوئ لللجوء إلى العنف في تفريق هذا التجمهر بحجة عدم إراقة الدماء فالدم المصري غال وأن هؤلاء المتظاهرين هم مصريين..
 
وقد لوحتم أيضا بالاستقالة إذ ما اتخذ إجراء عنيف ضد هؤلاء المحتجين..
 
صحيح أنكم  قد نفيتم تبنيكم مثل هذا الموقف. ولكن ألاحظ أن معظم الصحافة تواصل اتهامكم وكما يقول المثل
" لا يوجد دخان بدون نار" .

أشك أن صحفيين كإبراهيم عيسى وعمرو أديب ويوسف الحسينى، كاذبون أو مضللين أو غير واعين ليقذفون شخصا بريئا بمثل هذه الاتهامات  بدون دوافع.

لقد قمتم بعد ذلك بتصحيح هذه المزاعم موضحا أملكم فى  تفريق هذه التظاهرات "وفقا للقانون ".

و هذه الحجة تثير ما يزيد عن الدهشة كونها صادرةعن رجل قانون. لا يمكن بأى حال  تجاهل أن الدولة تحتكر ليس فقط استخدام القوة بل أيضا استخدام القوة له ما يبرره عندنا يلجأ المتظاهرون للاضرار بالخدمات العامة، واحتلال الشوارع والتسبب فى  اضطراب وسائل النقل، أو غير ذلك من انتهاكات للنظام العام.
الدولة لا تحتاج إلى قانون لتفريق المتظاهرين.

ولكن دعونا نعود لتبريركم المنافى للعقل الذي بموجبه علينا تجنب إراقة الدماء لأن دم المصريين ثمين.

ونحن نعلم، منذ وقت طويل، أننا لسنا بصدد التعامل مع متظاهرين سلميين. نحن بإزاء مجموعة ارهابية تحتل ميادين عامة وتقوم بالاعتداء على سكان المنطقة المحيطة بها.
جميع وسائل الإعلام تناقلت اخبار عن جلسات تعذيب حدثت فى ميدان رابعة العدوية. هذا وقد سقط عدد من القتلى. وكم من الاطفال, خدعت بوعود بتقديم هدايا ، دفعت إلى هناك لاستخدامها كدروعا بشرية.

ما رأيك؟ لماذا  لم تقل شيئا حينها ؟أليست دماء ضحايا رابعة دماء مصرية؟  أقيمتهم فى نظرك أدنى من قيمة المجرمين الذين تسعى لحمايتهم مهما كلف الأمر؟ لماذا لم تنبس ببنت شفة لتدين ارتكاب مثل هذه الفظائع التي ارتكبت ضد شعبنا ؟

ونحن لا نتوقع من الرئيس أن يقول لنا ما لا نفعل. وفي النهاية، إذا كنتم ضد التفريق العنيف للمتظاهرين الإسلاميين، فلما لا ؟ ولكن قل لنا ما السبيل ؟ أخبرنا كيف برأيك نضع حدا لهذه الجرائم اليومية ضد بلادنا وضد شعبنا.

ومن السهل جدا إجراء مقابلة صحفية وانت متضجع فى كرسيك تدين العنف ضد القتلة فى حين أن ضحايا هى من تدفع الثمن من حياتها بسبب سلبيتكم و صمتكم المدان.

بل وهناك المزيد...

كيف لا تقول شيئا،  فى حين أن في القاهرة، وفي الاسكندرية، وفى صعيد مصرتقوم ذات العصابة الإرهابية بالاعتداء وقتل أبناء الشعب ؟

لم أسمعكم وقتها تدينون قتل مواطنين من الشيعة كانوا يصلون بسلام في منازلهم . وفي الاونة الاخيرة، لم أسمعكم تقومون بإدانة  الجرائم التى ارتكبت فى المنيا أو فى سوهاج ضد مواطنين مسيحيين. و ماذا قلتم فعلا عند مقتل فتاة  تبلغ من العمر 10
أعوام،  كل جريمتها هى الصلاة في الكنيسة ؟

وهناك أكثر من ذلك
...

ونحن نعلم أن النظام البائد لم يقم فقط بالاعتداء على الحريات العامة و تزويرالانتخابات.

ونحن نعلم أن هذا النظام عمل على النيل من سيادتنا الوطنيةعن طريق اتفاقات سرية تبيح بيع قطاعات كبيرة من أرض سيناء  و بيع قناة السويس والتخلي عن حلايب و شلاتين و الاستسلام أمام إثيوبيا فيما يتعلق بقضية تقسيم مياه النيل.

كل ذلك دون ذكر حجم السرقات التى تعرضت لها الآثار و التراث التاريخي بالإضافة إلى  العفو الجنائي لأقارب الرئيس المخلوع أو اهله و عشيرته وتعيين أهله و عشيرته في المناصب الرئيسية في الدولة.

هل نسيتم أن في الأقصر المدينة السياحية بامتياز تم تعيين محافظا لها منظم هجوم أودى بحياة أكثر من 70 سائحا؟
من يدفع ثمن هذه المهاترات؟ ليس أنتم. فالمستشارون ليس هم من يدفعون.

هؤلاء العاملين بقطاع السياحة، أصبحوا معدمين.
سكان سيناء يتم ابتزازأموالهم.
  والمسيحيون وشباب الثوار يقتلون.
المواطنون السلميون يعذبون
و الأطفال يختطفون
والحدائق العامة تنهب
والكنائس تحرق
والمنشآت العامة تهدم.
ها هو سيدي نائب الرئيس ثمن نبذ  العنف الذى تدعو إليه. هذا هو ثمن رحابة صدركم نحو العصابة الإجرامية التي ترهب شعبنا.
هذا هو ثمن ابتزازكم لنا عندما تلوحون بالاستقالة.

هذا هو ثمن جبنكم و حلولكم المائعة.

وها انتم سيادة نائب الرئيس تدعون  إلى المصالحة مع هذه المنظمة الإجرامية وتدعونها إلى المشاركة في الحياة السياسية.
و الضحايا؟ هل فكرتم بهم ؟ وهل طلبتم أراء أقارب الشهداء؟ وهل تسوى دماء الأطفال شيئا فى نظرك ؟

بعد 30 يونيو 2013, شهدنا زخما دبلوماسيا  يطلعنا فى كيفية إدارة بلادنا ، كيفية إنشاء ديمقراطية حقيقية ، و مطالبتنا  بالإفراج عن  من نظموا وارتكبوا كل هذه الجرائم من اغتصاب الفتيات و اخضاعهن لعمليات الختان و حرق الكنائس وتدمير الاقتصاد.
فقد تبين أن هؤلاء الدبلوماسيين يمثلون دولا معادية لشعبنا، تؤيد النظام البائد التى أبرمت معه صفقات غير منصفة  وغالبا ما كانت سرية, فى تحد لكرامة الأمة.

لا يوجد بلد في العالم قد قبلت هذا الذل .
لا يوجد بلد في العالم قد وافق على مناقشة مع دولة أجنبية  طريقة الحكم أو طريقة التعامل مع سجناء القانون العام.
لا توجد دولة في العالم تقبل أي تدخل خارجي،  وتدويل الصراع الداخلي.

أنتم تعلمون أن كاثرين اشتون التي لم تأتي من نفسها، بل قمتم أنتم بدعوتها، ثمثل الاتحاد الأوروبي أى منظمة حلف شمال الاطلسي، التى دمرت يوغوسلافيا، وقسمت شعوبا إلى دويلات خاضعة لهيمنة الغرب.

تعلمون أن الولايات المتحدة  قامت بكل ما هو ممكن لإقناع العالم أن  قادة هذه العصابة التي كانت في السلطة هم معتقلين سياسيين .

و اذا كنت لا تعرف من هو السيناتور ماكين، أطلب من سفير فيتنام أن يحدثكم عنه .
السيناتور ماكين هو طيارحربى، قام الجيش الفيتنامي بضربه  بينما كان يحاول تدمير محطة كهرباء مدينة هانوى.
ماكين ،هذا، فارس السماء، ورفاقه هم من قذفوا قنابل النابالم على الأطفال، كما الفتاة
(كيم فوك)

http://s1.lemde.fr/image/2012/06/14/534x0/1718250_7_8c35_8-juin-1972-trang-bang-sud-vietnam-kim-phuc_78585d6ef8a31edf594f091eeed79bed.jpg

.هم من قاموا بإبادة قرى بأكملها ولم يحقنوا دماء رجل مسن أو امرأة أو طفل. هم الذين قذفوا العامل البرتقالي الذي أنتجته مصانع مونسانتو الشهيرة، و هو حتى اليوم،  سبب  تشوهات كثيرة تصيب الأطفال حديثي الولادة فى فيتنام


.
هذا الصهيوني ماكين الذي كان يدعو عند حائط المبكى أعلن أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، متمنيا أن تقصف مكة المكرمة مسيئا هكذا إلى المليارات من المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وهذا الماكين هو من قام بالإساءة لشعبنا في مؤتمر صحفي.
سيدي نائب الرئيس،

في أي بلد في العالم يوافق على مجئ هذه الكوكبة من الدبلوماسيين القادمين لإخبارنا كيفية حل مشاكلنا الخاصة؟
 وأى لغز يفسر لنا أن هؤلاء الدبلوماسيين يمثلون جميع البلدان والمنظمات المعادية لشعبنا؟

ألهذه الدرجة أصبحنا فى مصاف الدول المتخلفة لتقوم  قوى خارجية بإعطائنا دروسا فى الديمقراطية؟
لماذا نجعل بلدنا قذرة بمصافحة يد  مجرم حرب ؟
لماذا نهين شعبنا بتدويل صراع داخلى ؟
لماذا تسبب العار لشخصك ولبلادنا بقبولك استقبال وفودا دبلومسية من بلدان معادية لثورتنا ؟
سيدي نائب الرئيس.

اوقف هذا الابتزاز الذى تمارسه بالتلويح بالاستقالة. والحقيقة أن بابتزازكم لنا وجبنكم تدعمون المجرمين، وتشجعون القوى الخارجية على التدخل في شؤوننا الداخلية، وتعتدون على سيادة بلدنا وتسيئون لشعبنا ولشهدائنا.

عندما أتابع مواقفكم، أشعر بالغثيان.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire